رياضة كريستيانو رونالدو مسيرة أسطورية وأرقام قياسية
بعمر السابعة والثلاثين، بدأ البرتغالي, كريستيانو رونالدو, رحلة الأمتار الأخيرة من مسيرته الأسطورية بعد قراره الانضمام إلى نادي النصر في صفقة خيالية تحمل في طياتها تحديات جديدة وإفادة مالية هائلة، فيما ستجعل النادي السعودي تحت الأضواء العالمية أكثر من أي وقت مضى.
رياضة كريستيانو رونالدو مسيرة أسطورية وأرقام قياسية
وأعلن نادي العاصمة الرياض، الجمعة، تعاقده مع أفضل لاعب في العالم خمس مرات، حتى عام 2025، بصفقة مقدرة بأكثر من 200 مليون يورو.
وكتب النصر على موقعه الرسمي “وقع رئيس مجلس إدارة نادي النصر الأستاذ مسلي آل معمر قبل قليل عقدا مع نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو.. حتى عام 2025″، مضيفا أن العقد تم توقيعه في العاصمة الإسبانية مدريد وأن اللاعب سيرتدي الرقم 7.
ونقل النادي عن اللاعب البرتغالي قوله: “إني متشوق لتجربة دوري كرة قدم جديد في دولة مختلفة، الرؤية التي يعمل بها نادي النصر ملهمة جدا، وأنا متحمس للانضمام لزملائي بالفريق، لنقوم سويا بمساعدة الفريق لتحقيق المزيد من النجاحات”.
وأضاف “يمكننا أن نرى من أداء السعودية الأخير في كأس العالم أنها دولة ذات طموحات كروية كبيرة ولديها الكثير من الإمكانات. أنا محظوظ لأنني فزت بكل شيء خططت للفوز به في كرة القدم الأوروبية وأشعر الآن أنها اللحظة المناسبة لمشاركة تجربتي في آسيا”.
وغرد رئيس النادي مسلي آل معمر “سعيد جدا بانضمام أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم إلى نادي النصر والدوري السعودي. تعاقدنا مع رونالدو لا يستهدف كسب مباراة أو بطولة، بل أبعد من ذلك: نقل تجارب عظيمة، احترافية عالية، إلهام لجيل شغوف بالرياضة. أدعوكم للاستمتاع بفصل من فصول التطور الهائل في مملكة العز”.
أكثر من فصل تاريخي
وكتب النصر بطل الدوري 9 مرات آخرها في 2019 والذي يشرف عليه المدرب الفرنسي رودي غارسيا “هذه الصفقة أكثر من مجرد كتابة فصل تاريخي جديد، هذا اللاعب مثال أعلى لجميع الرياضيين والشباب على مستوى العالم، وبوجوده في النصر سنمضي قدما لتحقيق المزيد من النجاحات للنادي والرياضة السعودية وللأجيال القادمة”.
وكان مصدر مقرب من النادي، كشف في وقت سابق لوكالة فرانس برس أن قيمة انتقال رونالدو بلغت “أكثر من 200 مليون يورو” وأن اللاعب الذي قاد بلاده إلى لقب كأس أوروبا 2016 “سيصل الرياض الأسبوع المقبل”.
بدوره، غرد وزير الرياضة السعودية، الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل “سعيد بتواجد أحد أفضل لاعبي العالم لبدء مسيرته الجديدة في السعودية. مرحبا بك كريستيانو رونالدو في المملكة. سندعم بقية أنديتنا لصفقات نوعية مع نجوم عالميين قريبا”.
ويصل النجم البرتغالي المتوج بخمسة ألقاب في مسابقة دوري أبطال أوروبا إلى الدوري السعودي على خلفية مشاركة مخيبة في مونديال قطر وانفصال غير ودي على الإطلاق عن مانشستر يونايتد الإنكليزي الذي قرر التخلي عنه بسبب الانتقادات العلنية التي وجهها له ولمدربه الهولندي إيريك تن هاغ.
بدا واضحا في مونديال قطر لكرة القدم، الذي اختتم في 18 الشهر الحالي بإحراز غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي اللقب، أن رونالدو دخل الحقبة الأخيرة من مسيرته المظفرة بعدما اكتفى بالجلوس على مقاعد البدلاء في الدورين ثمن وربع النهائي من مشاركته الخامسة في النهائيات العالمية.
كان مونديال قطر مخيبا للآمال بالنسبة إلى رونالدو من كل الجوانب على الرغم من أنه سجل هدف الافتتاح لفريقه في مرمى غانا من ركلة جزاء، ليصبح بالتالي أول لاعب في تاريخ كأس العالم يسجل هدفا في خمس نسخ مختلفة.
وبعد اكتفائه بالجلوس على مقاعد البدلاء في الفوز الكاسح على سويسرا (6-1) في ثمن النهائي، دخل في الشوط الثاني من مباراة ربع النهائي ضد المغرب (صفر-1)، من دون أن يقدم أي شيء يذكر، ليذهب سدى احتفاله بخوضه 196 مباراة دولية، معادلا الرقم القياسي المسجل باسم الكويتي، بدر المطوع.
ودخل رونالدو إلى النهائيات القطرية بصورة مشوهة إلى حد كبير بسبب ما أدلى به بشأن مانشستر يونايتد ومدربه تن هاغ، ما أدى إلى التخلي عن خدماته.
وأكد المونديال القطري بما لا شك فيه أن مكانة رونالدو حتى في صفوف منتخب بلاده لم تكن كما في السابق ولم تشفع له مبارياته الـ196 أو حتى أهدافه الـ 118، ليودع ملعب الثمامة وهو يبكي إدراكا منه أن الفرصة الأخيرة لمعانقة المجد العالمي قد طارت.
تراجع شعبيته
وقبل مباراة ثمن النهائي ضد سويسرا، أجرت مجلة “أ بولا” الرياضية الشهيرة في البرتغال استفتاء لدى الجمهور البرتغالي عما إذا كان يريد مشاركة رونالدو أساسيا في تلك المباراة، وجاء جواب 70 في المئة منهم ببقائه على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين ربما بعد أن ضاقوا ذرعا بتصرفات اللاعب في الفترة الأخيرة.
مرحلة التراجع بدأت في الواقع عندما قرر “سي آر 7” ترك ريال مدريد الإسباني في صيف 2018 للانضمام إلى يوفنتوس الإيطالي باحثا عن تحد جديد بعد تتويجه بجميع الألقاب الممكنة مع النادي الملكي، أبرزها أربعة في دوري أبطال أوروبا، بينها ثلاثة تواليا من 2016 حتى 2018.
تجربته في يوفنتوس كانت متفاوتة على صعيد النتائج مع الاكتفاء بإحراز لقب الدوري مرتين ولقب الكأس المحلية مرة واحدة من دون أن ينقل نجاحه على صعيد دوري الأبطال إلى عملاق تورينو اللاهث خلف لقب أول منذ 1996، لكن أرقامه الشخصية لم تتراجع أبداً إذ أنهى الموسم الأول بـ21 هدفاً في الدوري و28 في جميع المسابقات، والثاني بـ 31 هدفا في الدوري و37 في جميع المسابقات، والثالث بـ 29 في الدوري و36 في جميع المسابقات.
وفجأة، قرر رونالدو العودة إلى الفريق الذي منحه لقبه الأول في المسابقة القارية الأم وحل مجددا في “أولد ترافورد” حيث عاش تجربة مختلفة تماما عما كان عليه الوضع في مروره الأول بين 2003 و2009، إذ فشل حتى في التأهل مع “الشياطين الحمر” إلى دوري الأبطال بعد موسم أول مقبول على الصعيد الشخصي سجل فيه 18 هدفا في 30 مباراة في الدوري الممتاز و24 في جميع المسابقات.
ومع قدوم تن هاغ إلى الفريق، بدأت الأمور تزداد صعوبة إذ وجد نفسه مهمشا في موسم سبق انطلاقه مطالبته بالرحيل بحثا عن خوض غمار مسابقته المفضلة دوري الأبطال من دون أن يحصل على مبتغاه.
لكنه عرف كيف ينال مراده في النهاية عبر هذه المقابلة التي أجراها مع الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان في 17 نوفمبر، دافعا يونايتد إلى التخلي عنه.
ولم يعتقد أحد أن التحدي الجديد الذي يبحث عنه رونالدو سيعيده إلى منطقة الخليج التي خاض فيها المونديال القطري، من أجل الدفاع عن ألوان النصر الذي ما زال يبحث عن لقب أول في دوري أبطال آسيا.
كريستيانو في سطور
هو كريستيانو رونالدو دوس سانتوس أفيرو، ولد في 5 فبراير من عام 1985 في مدينة فونشال بجزيرة ماديرا البرتغالية، لعب كل من : أندورينيا (1992-1995)، ناسيونال (1995-1997) سبورتينغ (1997-2003)، مانشستر يونايتد الإنكليزي (2003-2009 و2021-2022)، ريال مدريد الإسباني (2009-2018)، يوفنتوس الإيطالي (2018-2021)
وكانت بدايته الدولية في 20 أغسطس من عام 2003، ضد كازاخستان (فازت البرتغال 1-صفر).
إنجازاته مع الأندية
حقق مع سبورتينغ الكأس السوبر البرتغالية (2002). وضمن لمانشستر يونايتد: دوري أبطال أوروبا ومونديال الأندية (2008)، الدوري الإنكليزي (2007 و2008 و2009)، كأس إنكلترا (2004)، كأس الرابطة (2006 و2009)، درع المجتمع (2007 و2008).
أما إنجازاته مع ريال مدريد تمثلت بالدوري الإسباني (2012 و2017) وكأس إسبانيا (2011 و2014) والكأس السوبر الإسبانية (2012 و2017) ودوري أبطال أوروبا (2014 و2016 و2017 و2018) والكأس السوبر الأوروبية (2014 و2016 و2017)، وكأس العالم للأندية (2014 و2016 و2017).
ومع يوفنتوس حقق الدوري الإيطالي (2019 و2020)، كأس إيطاليا (2021)، الكأس السوبر الإيطالية (2018 و2020).
إنجازاته مع المنتخب البرتغالي
حقق الفوز لمنتخب بلاده بكأس أوروبا عام 2016 في فرنسا، إضافة إلى دوري الأمم الأوروبية عام 2019.
إنجازاته الشخصية
استلم “الدون” الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات (2008 و2013 و2014 و2016 و2017).
بالإضافة إلى جائزة الاتحاد الدولي (فيفا) لأفضل لاعب في العالم (2008 و2016، و2017)، وسلب لقب أفضل هداف على صعيد البطولات الأوروبية المحلية أربع مرات (2008 و2011 و2014 و2015)
وسمّي أفضل هداف في دوري أبطال أوروبا سبع مرات مواسم 2007-2008 (8 اهداف) و2012-2013 (12 هدفا) و2013-2014 (17 هدفا) وموسم 2014-2015 (10 أهداف) ، و2015-2016 (16 هدفا) ، و2016-2017 (12 هدفا) ، و2017-2018 (15 هدفا).
كما يعتبر أفضل هداف في تاريخ دوري الأبطال (140 هدفا من دون الأدوار التمهيدية)، وأفضل هداف في إسبانيا ثلاث مرات أعوام 2011 (41 هدفا) و2014 (31 هدفا) و2015 (48 هدفا)، ولقّب أفضل هداف في الدوري الإنجليزي مرة واحدة عام 2008 (31 هدفا)، بالإضافة إلى أفضل هداف في الدوري الإيطالي مرة واحدة عام 2021 (29 هدفا).