الدوري السعودي يعيد التوازن إلى سوق دمره “التهور الأوروبي”
أصبح ازدهار الدوري السعودي للمحترفين حديث عالم كرة القدم في صيف 2023، وبدأ يستقطب أسماء «رائعة» في أوروبا، فبدأت التساؤلات حول تأثير «القوة الكروية» الجديدة في الشرق الأوسط على عالم “كرة القدم”.
كريستيانو رونالدو.. فتح الباب أمام النجوم للانتقال إلى السعودية
ارتفعت بعض الأصوات الغربية مع انطلاقة ثورة الدوري السعودي، ودعت إلى الحذر من القوة الجديدة التي يمثلها الدوري السعودي، والتي قد تأخذ أبرز نجوم كرة القدم في العالم من قلب أوروبا، نحو الشرق الأوسط.
لكن واقع الوضع عكس ذلك، إذ ساعد الدوري السعودي في الحفاظ على «توازن سوق الانتقالات» وحل مشاكل «التهور الأوروبي» في شراء اللاعبين.
بنزيمة
تشلسي المستفيد الأكبر
المثال الأبرز لناد استفاد كثيرا من الدوري السعودي هذا الصيف، هو نادي تشلسي الإنجليزي، الذي عاش حالة من التخبط الإداري بشكل غير مسبوق، الموسم الماضي.
هذا التخبط أدى لتعاقد “البلوز” مع عدد كبير من اللاعبين، وأنفق 600 مليون جنيه أسترليني، لتمتلأ قائمته باللاعبين، الذين لا تسعهم رقعة الملعب.
الحل السعودي جاء لإنقاذ التخبط اللندني، ورئيس النادي الأميركي تود بويلي، فأبرم صفقات مع السنغاليان إدوارد مندي وكاليدو كوليبالي والفرنسي نغولو كانتي، بينما فاوض روميلو لوكاكو وبيير إيميريك أوباميانغ وحكيم زياش، وهم جميعهم على قائمة “الرحيل” في تشلسي، بسبب اللاعبين الجدد الذين احتلوا أماكنهم في تشلسي.
إحياء ليفربول
أما ليفربول، فقد حصل على «هدية ذهبية» جاءت من السعودية، تمثلت في تقديم عروض جيدة للاعبيه جوردان هندرسون وفابينيو، وهي فرصة لبيعهما ومن ثم التعاقد مع لاعبين جدد لتعويضهم.
هذه الفرصة لـ«تجديد الدم» لم تكن متاحة للمدرب يورغن كلوب لولا السعودية.
أندية متوسطة
الأمر نفسه حصل مع الأندية «المتوسطة» التي تلقت مبالغ مالية محترمة من السعودية مقابل نجومها.
وباع ولفرهامبتون نجمه البرتغالي روبن نيفيز إلى الهلال مقابل 55 مليون يورو، فيما لا تتجاوز القيمة الحالية للاعب 40 مليون يورو.
ومثله نادي لاتسيو الإيطالي، الذي استطاع بيع نجمه الصربي سيرغي ميلنيكوفتش سافيتش إلى نفس النادي، مقابل 42 مليون يورو، وهو في تراجع في مستواه، منذ أن “تفجر” نجمه قبل 4 أعوام.
الأمر ذاته قد يتحقق مع ساديو ماني “المنبوذ” في بايرن ميونيخ، والذي قد يستطيع العملاق البافاري بيعه “دون خسارة”، مع زيادة الاهتمام من أندية السعودية.
هذا النوع من التوازن المادي، ومبدأ منح الفرصة الثانية، مثل “نسمة منعشة” لأندية أوروبا، التي تستطيع تجديد دمائها، دون التفكير الزائد باللاعبين الموجودين في التشكيلة، الذين يتقاضون الملايين، بينما ينخفض عطاءهم، ويمثلون عقبة أمام تطور الفرق.
الدوري السعودي دخل عالم كرة القدم بقوة هذا الصيف، وأعاد التوازن لسوق تضرر كثيرا من “تهور أندية أوروبا” في التعاقد مع اللاعبين.
